فصل: التفسير المأثور:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وقيل: تخرج من بين الركن والمقام.
وقيل: تخرج في تهامة.
وقيل: من مسجد الكوفة من حيث فار التنور.
وقيل من أرض الطائف.
وقيل: من صخرة من شعب أجياد.
وقيل: من صدع في الكعبة.
واختلف في معنى قوله: {تكلمهم} فقيل: تكلمهم ببطلان الأديان سوى دين الإسلام.
وقيل: تكلمهم بما يسوؤهم.
وقيل: تكلمهم بقوله تعالى: {أَنَّ الناس كَانُوا بِآيَاتِنَا لاَ يُوقِنُونَ} أي بخروجها؛ لأن خروجها من الآيات.
قرأ الجمهور: {تكلمهم} من التكليم، ويدلّ عليه قراءة أبيّ: {تنبئهم} وقرأ ابن عباس وأبو زرعة وأبو رجاء والحسن: {تكلمهم} بفتح الفوقية، وسكون الكاف من الكلم، وهو الجرح.
قال عكرمة: أي تسمهم وسمًا، وقيل: تجرحهم.
وقيل: إن قراءة الجمهور مأخوذة من الكلم بفتح الكاف، وسكون اللام، وهو الجرح، والتشديد للتكثير، قاله أبو حاتم.
قرأ الجمهور: {إن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون} بكسر إن على الاستئناف، وقرأ الكوفيون وابن أبي إسحاق بفتح {أن}.
قال الأخفش: المعنى على قراءة الفتح: {بأن الناس}.
وكذا قرأ ابن مسعود: {بأن الناس} بالباء.
وقال أبو عبيد: موضعها نصب بوقوع الفعل عليها أي: تخبرهم أن الناس، وعلى هذه القراءة فالذي تكلم الناس به هو قوله: {أَنَّ الناس كَانُوا بِآيَاتِنَا لاَ يُوقِنُونَ} كما قدّمنا الإشارة إلى ذلك.
وأما على قراءة الكسر فالجملة مستأنفة كما قدّمنا، ولا تكون من كلام الدابة.
وقد صرّح بذلك جماعة من المفسرين، وجزم به الكسائي والفراء.
وقال الأخفش: إن كسر {إن} هو على تقدير القول أي تقول لهم: {إِنَّ الناس} إلخ، فيرجع معنى القراءة الأولى على هذا إلى معنى القراءة الثانية، والمراد بالناس في الآية: هم الناس على العموم، فيدخل في ذلك كل مكلف، وقيل: المراد الكفار خاصة، وقيل: كفار مكة، والأوّل أولى.
وقد أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {عسى أَن يَكُونَ رَدِفَ لَكُم} قال: اقترب لكم.
وأخرج ابن أبي حاتم عنه: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ} قال: يعلم ما عملوا بالليل والنهار.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عنه أيضًا: {وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ} الآية يقول: ما من شيء في السماء والأرض سرًّا ولا علانية إلا يعلمه.
وأخرج ابن المبارك في الزهد، وعبد الرزاق والفريابي وابن أبي شيبة، ونعيم بن حماد وعبد بن حميد وابن أبي الدنيا وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم وابن مردويه عن ابن عمر في قوله: {وَإِذَا وَقَعَ القول عَلَيْهِم} الآية قال: إذا لم يأمروا بمعروف، ولم ينهوا عن منكر.
وأخرجه ابن مردويه عنه مرفوعًا.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن أبي العالية: أنه فسر {وَقَعَ القول عَلَيْهِم} بما أوحى إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلاّ من قد آمن.
وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {دَابَّةً مّنَ الأرض تُكَلّمُهُمْ} قال: تحدّثهم.
وأخرج ابن جرير عنه قال: كلامها: تنبئهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي داود نفيع الأعمى قال: سألت ابن عباس عن قوله: {تُكَلّمُهُمْ} يعني: هل هو من التكليم باللسان، أو من الكلم، وهو الجرح؟ فقال: كل ذلك، والله تفعل، تكلم المؤمن وتكلم الكافر أي تجرحه.
وأخرج عبد بن حميد وابن مردويه عن ابن عمر في الآية قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس ذلك حديثًا، ولا كلامًا، ولكنها سمة تسم من أمرها الله به، فيكون خروجها من الصفا ليلة منى، فيصبحون بين رأسها وذنبها لا يدحض داحض، ولا يجرح جارح، حتى إذا فرغت مما أمرها الله به فهلك من هلك، ونجا من نجا، كان أوّل خطوة تضعها بإنطاكية».
وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس قال: الدابة ذات وبر وريش، مؤلفة فيها من كل لون، لها أربع قوائم تخرج بعقب من الحاج.
وأخرج أحمد وابن مردويه عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تخرج الدابة فتسم على خراطيمهم، ثم يعمرون فيكم حتى يشتري الرجل الدابة، فيقال له: ممن اشتريتها؟ فيقول: من الرجل المخطم» وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس: «إن للدابة ثلاث خرجات» وذكر نحو ما قدّمنا.
وأخرج ابن مردويه عن حذيفة بن أسيد رفعه قال: «تخرج الدابة من أعظم المساجد حرمة» وأخرج سعيد بن منصور ونعيم بن حماد وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: تخرج من بعض أودية تهامة.
وأخرج الطيالسي وأحمد ونعيم بن حماد والترمذي وحسنه، وابن ماجه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وابن مردويه، والبيهقي في البعث عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تخرج دابة الأرض ومعها عصا موسى، وخاتم سليمان، فتجلو وجه المؤمن بالخاتم، وتخطم أنف الكافر بالعصا، حتى يجتمع الناس على الخوان يعرف المؤمن من الكافر»، وأخرج الطيالسي ونعيم بن حماد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه، والبيهقي في البعث عن حذيفة بن أسيد الغفاريّ قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدابة، فقال: «لها ثلاث خرجات من الدهر» وذكر نحو ما قدّمنا في حديث طويل.
وفي صفتها ومكان خروجها وما تصنعه ومتى تخرج أحاديث كثيرة بعضها صحيح، وبعضها حسن، وبعضها ضعيف.
وأما كونها تخرج، وكونها من علامات الساعة، فالأحاديث الواردة في ذلك صحيحة.
ومنها ما هو ثابت في الصحيح كحديث حذيفة مرفوعًا: «لا تقوم الساعة حتى تروا عشر آيات» وذكر منها الدابة فإنه في صحيح مسلم وفي السنن الأربعة، وكحديث: «بادروا بالأعمال قبل طلوع الشمس من مغربها، والدجال، والدابة» فإنه في صحيح مسلم أيضًا من حديث أبي هريرة مرفوعًا، وكحديث ابن عمر مرفوعًا: «إن أوّل الآيات خروجًا طلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة على الناس ضحى» فإنه في صحيح مسلم أيضًا. اهـ.

.التفسير المأثور:

قال السيوطي:
{وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ (82)}.
أخرج ابن مبارك في الزهد وعبد الرزاق والفريابي وابن أبي شيبة ونعيم بن حماد في الفتن وعبد بن حميد وابن أبي الدنيا في كتاب الأمر بالمعروف وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم وابن مردويه عن ابن عمر في قوله: {وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم} قال: إذا لم يأمروا بالمعروف، ولم ينهوا عن المنكر.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: {وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم} قال: ذاك حين لا يأمرون بمعروف، ولا ينهون عن منكر.
وأخرج ابن مردويه عن أبي سعيد الخدري قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول الله {وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم} قال «إذا تركوا الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر. وجب السخط عليهم».
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة {وإذا وقع القول عليهم} قال: إذا وجب القول عليهم {أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم} قال: وهي في بعض القراءة تحدثهم تقول لهم {إن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون}.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن حفصة بنت سيرين قالت: سألت أبا العالية عن قوله: {وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم} ما وقوع القول عليهم؟ فقال: {أوحي إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن} [هود: 36] قالت: فكأنما كشف عن وجهي شيئًا.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن مسعود قال: أكثروا الطواف بالبيت قبل أن يرفع وينسى الناس مكانه، وأكثروا تلاوة القرآن قبل أن يرفع. قيل: وكيف يرفع ما في صدور الرجال؟ قال: يسري عليهم ليلًا فيصبحون منه قفرًا وينسون قول لا إله إلا الله، ويقعون في قول الجاهلية وأشعارهم. فذلك حين يقع القول عليهم.
وأخرج الفريابي وابن جرير عن مجاهد في قوله: {وقع القول عليهم} قال: حق عليهم.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {دابة من الأرض تكلمهم} قال: تحدثهم.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس {تكلمهم} قال: كلامها تنبئهم {أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون}.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي داود ونفيع الأعمى قال: سألت ابن عباس عن قوله: {أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم} قال: كل ذلك والله يفعل تكلم المؤمن، وتكلم الكافر. تجرحه.
وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ: {دابة من الأرض تكلمهم} مشددة من الكلام {أن الناس} بنصب الألف.
وأخرج نعيم بن حماد وابن مردويه عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا كان الوعد الذي قال الله: {أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم} قال: ليس ذلك حديثًا ولا كلامًا، ولكنه سمة تسم من أمرها الله به. فيكون خروجها من الصفا ليلة منى، فيصبحون بين رأسها وذنبها لا يدحض داحض، ولا يخرج خارج، حتى إذا فرغت مما أمرها الله فهلك من هلك، ونجا من نجا، كان أول خطوة تضعها بانطاكية».
وأخرج عبد بن حميد عن عبد الله بن عمر وقال: {الدابة} زغباء ذات وبر وريش.
وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس قال: {الدابة} ذات وبر وريش مؤلفة فيها من كل لون، لها أربع قوائم تخرج بعقب من الحاج.
وأخرج عبد بن حميد عن الشعبي قال: إن دابة الأرض ذات وبر تناغي السماء.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن الحسن: أن موسى عليه السلام سأل ربه أن يريه الدابة. فخرجت ثلاثة أيام ولياليهن تذهب في السماء لا يرى واحد من طرفها قال: فرأى منظرًا فظيعًا فقال: رب ردها. فردها.
وأخرج عبد بن حميد عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: لا تقوم الساعة حتى يجتمع أهل بيت على الإِناء الواحد، فيعرفون مؤمنيهم من كفارهم. قالوا: كيف ذاك؟ قال: إن الدابة تخرج وهي ذامة للناس تمسح كل إنسان على مسجده. فاما المؤمن فتكون نكتة بيضاء. فتفشو في وجهه حتى يبيض لها وجهه، وأما الكافر فتكون نكتة سوداء فتفشو في وجهه حتى يسود لها وجهه. حتى أنهم ليتبايعون في أسواقهم فيقولون: كيف تبيع هذا يا مؤمن؟ وكيف تبيع هذا يا كافر؟ فما يرد بعضهم على بعض.
وأخرج عبد بن حميد عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: تخرج الدابة بأجياد مما يلي الصفا.
وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد من طريق سماك عن إبراهيم قال: تخرج الدابة من مكة.
وأخرج عبد بن حميد عن عبد الله بن عمرو قال: تخرج الدابة فيفزع الناس إلى الصلاة، فتأتي الرجل وهو يصلي فتقول: طوّل ما شئت أن تطوّل فوالله لأخطمنك.
وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «تخرج الدابة يوم تخرج وهي ذات عصب وريش تكلم الناس فتنقط في وجه المؤمن نقطة بيضاء فيبيض وجهه، وتنقط في وجه الكافر نقطة سوداء فيسود وجهه، فيتبايعون في الأسواق بعد ذلك. بم تبيع هذا يا مؤمن، وبم تبيع هذا يا كافر، ثم يخرج الدجال وهو أعور على عينه ظفرة غليظة، مكتوب بين عينيه كافر يقرأه كل مؤمن وكافر».